نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Image
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس 12%5B2%5Dعزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Imageنظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Image
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس 12%5B2%5Dعزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» موسوعة الكتب الخاصة بعلم النفس العيادي أكثر من 1000 كتاب لن تجدها في مكان آخر
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالإثنين يناير 27, 2014 8:16 pm من طرف نوال 73

»  أكبر مكتبة لمذكرات التخرج و البحوث في علم النفس على النت ""حصريا " أكثر من 300 مذكرة
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالسبت ديسمبر 28, 2013 8:05 pm من طرف abdouhaker

» تحميل dsm-iv الدليل التشخيصي للاضطرابات - انجليزي
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس نوفمبر 22, 2012 9:52 pm من طرف mima psychologie

» Notion Allgeljh - caractéristiques - Diagnostic - Traitement
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس يونيو 07, 2012 11:02 am من طرف wardaelrimel

» الجاثوم (شلل النوم المؤقت)
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس يونيو 07, 2012 10:51 am من طرف wardaelrimel

» الإعجاز السلوكي والأخلاقي في الإسلام
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس يونيو 07, 2012 10:45 am من طرف wardaelrimel

» اقتلاع شجرة
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس مايو 31, 2012 1:08 pm من طرف مدير المنتدى

» الإسلام وأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس مايو 31, 2012 10:32 am من طرف wardaelrimel

» ما معني المنى والسلوى
نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Emptyالخميس مايو 31, 2012 10:29 am من طرف wardaelrimel

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 106 بتاريخ السبت نوفمبر 13, 2021 3:33 pm

موقع الإسلام سؤال وجواب


    نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس

    مدير المنتدى
    مدير المنتدى
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 539
    تاريخ التسجيل : 18/07/2009
    العمر : 38

    نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس Empty نظرة عامة (شاملة) حول علم النفس

    مُساهمة من طرف مدير المنتدى الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 4:26 am

    .



    الأساس العلمي لعلم النفس

          بعد الثورة الفرنسية التي غيرت في الحياة الأوروبية والتي أدت إلى الخروج عن سيطرة الكنيسة أدى ذلك إلى تطور مناهج البحث العلمي فظهر منهم العالمان " جاليليو- نيوتن " اللذان ذهبا ضحية بطش وتسلط رجال الكنيسة وغيرهم من رجال العلم والمعرفة ، مما دفع بالكثير من المهتمين بالنفس الإنسانية إلى التفكير فيها بطريقة علمية .
    ومع بداية القرن التاسع عشر تقدمت الأبحاث العلمية كأبحاث " مولير " على الجهاز العصبي ، و "هلمهولتز " على فسيولوجيا البصر و " فكنر " على الإحساس البصري و "ارنيست فيبر " على العتبة الحسية ، كل الدراسات السابقة مهدت لظهور أول معمل لعلم النفس للعالم " فونت " وهو ما يعرف بــ" معمل فونت " والذي أثمر عن استقلال علم النفس عن الفلسفة .
         وفي العصر الحديث كان لنظرية " التطور " الأثر الأكبر في اغلب فروع العلم ، وهي تقوم على افتراض وجود أساس لكل سمة حيث تنمو الأجزاء الجديدة من أصل مغاير إلى أن يكتمل نمو الأجزاء فتكون كل أو وحدة منها فاعلة مغايرة في تركيبها وفاعليتها .


    ومما سبق عرضه فإن :
    علم النفس علم كباقي العلوم لم ينشأ من فراغ ، بل يمثل استمرارية متطورة للمعرفة الإنسانية ، بدءً بالتراث الفلسفي القديم حتى فلسفة عصر النهضة ، هذا وقد كان علم النفس جزءً من الفلسفة قبل أن يكون علماً مستقلاً ، ويعتبر آخر العلوم المستقلة عنها حتى أن عمره كعلم لا يزيد عن قرن من الزمان .

    علم النفس عند اليونانيون:

        إن علم النفس قديم قدم تأمل الإنسان في ذاته واستشعاره بوجوده ، وقد اعتمد الإنسان منذ قديم الأزل على البيئة وما فيها من كائنات وظواهر أثارت اهتمامه وجعلته يتساءل عن الظواهر الطبيعية مثل : الرياح ، العواصف ، المطر ، الحر ، البرد ، الزلازل ، البراكين
    وحتى انه تساءل عن الظواهر الإنسانية مثل : الميلاد والموت ، وبالتالي قاد الإنسان إلى التأمل في ذاته ، وهذا التأمل في الذات هو الذي ساد جميع الحضارات القديمة جميعا ، ولكن الحضارة اليونانية أثارت الدهشة والإعجاب في جانبها العقلي والفلسفي خاصة ، ويعتبر اليونانيون هم الذين اخترعوا الفلسفة والعلم ، وتقدموا على المصريون والبابليون الذين سبقوا اليونانيون ولكن في المعرفة العملية فقط ، بينما الاستدلال القياسي والبرهان الهندسي فهو اختراع يوناني
    .

    فلاسفة اليونان الذين عالجوا موضوع النفس :

    الكميون ( القرن 6 ق م )
        وهو من مؤسسي علم النفس وكان طبيبا يجري بعض عمليات التشريح بالإضافة إلى اهتمامه بالفلسفة وبالتحديد " موضوع الإدراك " ويقال انه قام بتشريح العين وتتبع العصب البصري الى المخ .
    ومن أهم أرائه أن السواء والصحة والجسم هما نتاج توازن وانسجام قوانين الطبيعة ، وقد رأى بأن السمع يحدث من خلال انتقال الصوت عن طريق موجات إلى الأذن ، والتذوق عن طريق اللسان.

    انكساجوراس ( 499 – 428 ق م )
          هو فيلسوف أثيني ، وكان ذرِّيا يرى أن العالم مكون من أجسام ذرية صغيرة ، وان الأشياء الطبيعية التي توجد في هذا العالم هي خليط من جميع الذرات .
    ويحدث الإدراك عندما تتفاعل النفس مع هذه الأجسام الذرية ، وهو أول من أشار إلى نظرية " إدراك الأضداد " ويرى ان العقل عنصر أصيل يدخل في تركيب الكائنات الحية جميعا ، فيفرق بينه وبين المادة الميتة ، فلو استثنينا العقل لوجدنا أن كل شيء يحتوي أجزاء من الأضداد جميعاً كالحار والبارد ـ والأبيض والأسود .


    انباذوقليس ( 495 – 435 ق م )
          وهو أول من قال بنظرية في الإدراك الحسي تسوغ اعتماد فهمنا العام على الحواس ، بالإضافة إلى نظريته في الإدراك الحسي بأن الشبيه يدرك الشبيه ، وأن النباتات لها عقل وذكاء .
    وتقول فلسفته الكونية : إن العناصر الأساسية التي تتكون منها الأشياء في العالم هي ( التراب – الهواء – الماء – النار ) وأن الحب هو الذي يصل بين هذه العناصر والبغضاء هي التي تفصلها .


    سقراط ( 470 – 399 ق م )
        هو أول الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية وكان يعرف بأنه " أعلم أهل عصره " وقد أهتم بالإنسان وينازل السوفسطائيون في الشوارع والأسواق ويدحض أفكارهم الموجهة للشباب اليوناني ويعلمونهم الدفاع عن الرأي ونقيضه في الوقت نفسه .
    وأساس تعاليمه النفسية هو قوله ( أعرف نفسك ) وأن المعرفة الحقيقية موجودة داخل الإنسان ولكن الانشغال والانصراف للأعمال اليومية يحيط المعرفة بغشاوة ، وأن الطبيعة تشتمل على قوتين هما ( العقل – الشهوة ) وهما يعيشا سوياً إلا أن الصراع بينهما صراع دائم لاختلاف طبيعة كل منهما .

    أفلاطون ( 427 – 347 ق م )
         وهو ثاني الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية ، وله اكتشافات ونظريات في علم النفس والموضوعات النفسية المختلفة ، أسس معهد تعليمي وجامعة عظيمة في أثينا عام 387 ق م ومن أهم أعماله ( جمهورية أفلاطون )
    نظرية أفلاطون في النفس :
    يرى أفلاطون بأن النفس سابقة على الجسم لأنها وجدت قبله وستستمر بعده وهي خالدة لأنها كانت تعيش في عالم من الأفكار والمثل.

    وقسم أفلاطون النفس إلى ثلاثة أقسام :
    1- النفس العاقلة ( مركزها الرأس ، لأن الرأس أعلى جزء في الجسم ، فهي أقرب إلى السماء )
    2- النفس الغضبية ( ومركزها القلب )
    3- النفس الشهوائية ( ومركزها البطن )

           ويرى وجود صراع بين هذه الأنفس الثلاثة ، فالشخص الذي تسيطر عليه النفس العاقلة أقرب إلى الكمال وأفضل من الشخص الذي تسيطر عليه النفس الغاضبة أو الشهوانية .
    وقد شبّه أفلاطون الأنفس الثلاثة بعربة يقودها جامحان هما النفس الغضبية والنفس الشهوانية ، أما القائد فهو النفس العاقلة .

    نظرية المعرفة عند أفلاطون :
    رأى أفلاطون بما أن النفس أقدم من الجسم فلابد أنها كانت تعيش في عالم سابق أسماه بـ"عالم المثل" ويرى بأن أفضل منهج للوصول إلى المعرفة الحقيقية هو منهج الاستدلال العقلي الذي يعتمد على التفكير المجرد ، أما الأشياء المحسوسة فهي متغيرة زائلة .

    الفروق الفردية عند أفلاطون :
           كان أفلاطون أول من اهتم بدراسة الفروق الفردية وذلك حسب النفس المسيطرة عليهم ، فقسّم الناس إلى ثلاثة أنواع :
    • الحكام وهم الفلاسفة : ويتميزون بالنفس العاقلة والقدرة على التفكير والاستدلال .
    • الجند أو الحرس أو المحاربون : ويتميزون بالنفس الغضبية ولذلك أسندت لهم مهمة الحرب والدفاع عن الوطن .
    • عامة الناس وهم العمال : تسيطر عليهم النفس الشهوانية .

    أرسطو ( 384 – 322 ق م )
    وهو ثالث الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية وأكبر فيلسوف في تاريخ الفكر الإنساني ، وألف أشهر كتب علم النفس وهو ( النفس )
    كان له دور كبير في تطوير المنهج العلمي بالإضافة إلى دراسة النفس مع العلوم الطبيعية التي تدرس كل ماهو مادي ومتحرك في آنٍ واحد.
    والنفس عند أرسطو واحدة ، ولها مظاهرها المختلفة مثل التغذي والنمو والتوالد والإحساس والحركة والشهوة والتخيل والإدراك ، وهذه الوظائف ليست مستقلة بل يتبع بعضها بعضاً، وقد تجتمع كلها في كائن واحد كما في الإنسان.
    ومذهب أرسطو : أن كل شيء طبيعي له حياة وبالتالي نفس هي مصدر حياته ، وعلى هذا فهو يفرق بين ثلاث أنواع من الأنفس :
    • النفس النامية : وهي أساس الحياة والغذاء والنمو ، وهي موجودة في النبات ، وهي الوظيفة الأولى للنفس .
    • النفس الحيوانية : وظيفتها الحركة والإحساس عن طريق الحواس الخمس .
    • النفس الناطقة : وظيفتها التفكير ، وهي الموجودة في الإنسان .
    وأشتهر أرسطو بنظريته في " الوسط " أو ما يسمى " الوسط السعيد " حيث أن السعادة في الفضيلة ، والفضيلة وسط بين إفراط وتفريط كلاهما رذيلة ، فمثلاً الشجاعة وسط بين طرفين هما الجبن والتهور وكلاهما رذيلة ، والكرم فضيلة وسط بين طرفين هما الإسراف والشح ، ولا يعد الفضيلة طبيعية فطرية في الإنسان وإنما الطبيعي عنده هو استعدادات وتكتسب بتطبيقها على حالات معينه ويمكن كذلك تعلّمها كأي فن .


    الدراسات النفسية عند علماء المسلمين:
          إن كلمة فلسفة أصلها ( يوناني ) وهو ( فيلوصوفيا ) أي محبة الحكمة ، ولقد تأثرت الفلسفة الإسلامية بالفلسفة اليونانية ولكن هذا التأثر لا يخفي الملامح الخاصة بالفلسفة الإسلامية التي توفق بين الإسلام والتراث اليوناني .
    وبالتالي فإن الفلسفة الإسلامية هي فلسفة عقلية لأن معظم فلاسفة الإسلام يعتقدون أن العقل قادر على إدراك الحقيقة وأن النفس الإنسانية قادرة على تجريد ماهيات الموجودات من اللواحق الحسية والصور المتخيلة .
    لقد أختلف استخدام المسلمون لفلسفتهم عن استخدام اليونانيون لها ، وذلك لأن الهيكل البنائي للفلسفة الإسلامية يقوم على أساس الدين الإسلامي ، بينما الهيكل البنائي للفلسفة اليونانية لا يقوم على أساس ديني ، فالفيلسوف المسلم ينظر إلى العالم والى الإنسان نظرة دينية ومن منظور إسلامي ، بينما ينظر الفيلسوف اليوناني إلى العالم على أنه بناء جامد يخضع لآلهة وثنية .
    ومما هو جدير بالذكر أن حركة نقل التراث من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية قد استمرت زهاء ثلاثة قرون من أوائل القرن الثاني إلى أواخر القرن الرابع الهجري ، وكان إنشاء المأمون " دار الحكمة " في بغداد هو الحدث الثقافي الأكبر ، وهو أشبه بوزارة للترجمة ، حيث قام بالترجمة عدد كبير من المترجمين أمثال
    ( يوحنا بن ماسويه – حنين بن أسحق – قسطا بن لوقا البعلبكي – إسحق بن حنين ) وغيرهم ، وأول الكتب المترجمة هي كتب الطب ( لحماية الأجسام ) والكيمياء والرياضيات والفلك ( لحساب الشهور والسنين ) والحساب ( لضبط المال ) والطبيعيات وذلك لحاجة المسلمين لها ، بالإضافة إلى ترجمة كتب الفلسفة للرد على المجوس والزنادقة والملحدين .
    ومع هذا كله فقد كان لحركة الترجمة سلبيات كما كان لها إيجابيات ، وهذا المظهر السلبي يتجلى في الموقف الذي أتخذه علماء السلف إزاء العلوم المستوردة أو العلوم الدخيلة ، ومنهم شيخ الإسلام
    ( ابن تيمية ) عندما رفض الفلسفة وعاداها ، وكذلك حجّة الإسلام
    ( الغزالي ) عندما تصدى للرد على الفلاسفة رداً فلسفياً .


    أمثلة لبعض مفكري الإسلام

    الفارابي ( 257 – 339 هـ )
           هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي من تركستان ، وقد أشتهر بدراسته للفلسفة الأرسطية ، ويعد من خيرة الشرّاح لمنطق " أرسطو " .
    وقد عرّف الفارابي النفس بأنها : " كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة " وأن النفس العاقلة هي جوهر الإنسان .
    وقسم القوى النفسية إلى قسمان رئيسيان :
    * قسم موكل بالعمل : وينقسم إلى ( القوة النباتية – القوة الحيوانية – القوة الإنسانية )
    * قسم موكل بالإدراك : وينقسم إلى ( حيواني ووظيفته الإحساس – إنساني وهو العقل النظري الذي يهدف إلى تحصيل المعرفة العقلية)


    علم النفس الاجتماعي عند " الفارابي "
        يرى الفارابي في كتابه " آراء أهل المدينة الفاضلة " أن الإنسان لا ينال الكمال إلا باجتماع جماعة كبيرة متعاونة ، وقد شبه الفارابي مدينته الفاضلة ببدن تام صحيح تتعاون أجزاءه كلها على إتمام حياته وحفظها .
    ويذكر الفارابي مدناً أخرى خلاف المدينة الفاضلة مثل :
    • المدينة الجاهلة : وتنحصر اهتمامات أهلها في التمتع باللذات والاهتمام بسلامة الأبدان وتنقسم إلى ( المدينة الضرورية – مدينة النذالة – مدينة الخسة والشقوة – مدينة الكرامة – مدينة التغلب – المدينة الجماعية )
    • المدينة الفاسقة : يعلم أهلها أمور السعادة ولكن أفعالهم تخالف ما يعلمون .
    • المدينة المبدلة : هي التي غيرت آراؤها وأفعالها من آراء المدينة الفاضلة إلى غير تلك الآراء .
    • المدينة الضالة : وهي التي تعتقد اعتقادا فاسداً بالله ، ويكون رئيسها الأول ضالاً يظن أنه يوحى إليه .


    ابن سينا ( 370 – 428 هـ )
        هو علي أبو الحسين بن عبد الله بن سينا ، درس الرياضيات والمنطق وعلم ما وراء الطبيعة ، أشتهر بالطب وذلك عندما نجح في علاج " الأمير منصور بن نوح " ونجح في شفائه بإذن الله ، ومن أشهر كتبه في الطب هو ( القانون ) .
    وتنقسم النفس عنده إلى ثلاث أقسام :
    • النفس النباتية : وتنقسم إلى ثلاث قوى ( الغاذية " تحيل جسماً آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي فيه فتلصقه به بدل ما يتحلل عنه " – المنمية " تضيف إلى الجسم زيادة في أقطاره بالمقدار الواجب لتبلغ الكمال في النشوء " – المولدة " تأخذ من الجسم الذي هي فيه جزءً يشبهه في القوة فتفعل فيه باستمداد أجسام أخرى تتشبه من الخلق والتخريج ما يصير شبيهاً له بالفعل " )
    • النفس الحيوانية : وله قوتان محركة ومدركة ، أما المحركة فقسمان ( محركة بأنها باعثة " هي القوة النزوعية والشوقية " – محركة بأنها فاعلة " تنبعث في الأعصاب والعضلات " )
    وأما المدركة فتنقسم أيضاً إلى قسمان ( قوة تدرك من الخارج " وهي الحواس " – قوة تدرك من الداخل " منها ما يدرك صور المحسوسات ومنها ما يدرك معانيها ".
    * النفس الناطقة الإنسانية : وتنقسم إلى قوى عاقلة وقوى عالمة .


    الغزالي ( 450 – 505 هـ )
       هو أبو حامد الغزالي ، وله عدد كبير من الكتب مثل ( البسيط – الوسيط – الموجز – تهافت الفلاسفة – إحياء علوم الدين ).
    وقد فرّق الغزالي مثل سابقيه بين الأنفس ، فيرى أن النفس النباتية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتغذى وينمو ويولد المثل " وأن النفس الحيوانية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك بالجزئيات ويتحرك بالإدراك " وأن النفس الإنسانية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفاعيل بالاختيار العقلي والاستنباط بالرأي ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية " .
    ويبدو أن الغزالي من أنصار وحدة النفس لأنه يقول بفكرة التدرج بين وظائف النفس ، فأدناها مرتبة النفس النباتية ثم الحيوانية ثم الإنسانية .

    وتنقسم الدوافع لدى الغزالي إلى أربع أنواع :
    * البهيمية : أي الطعام والجنس.
    * السبعية : مثل الغضب.
    * الشيطانية : تستعمل النوعين السابقين في الشر.
    * الربوية والعقل : أي الميول العالية .


    ابن رشد ( 525 – 599 هـ )
           هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد ، أشتهر بالفضل وتحصيل العلوم ، وقد ألف في الفقه كتب عدة منها " التحصيل – المقدمات – نهاية المجتهد " بالإضافة لتلخيصه كتاب أرسطو وكتاب الأخلاق ، ومن كتبه في الفلسفة " تهافت التهافت – مناهج الأدلة " .
    نظريته في النفس :
    رأى ابن رشد أن البحث في النفس قسم من العلم الطبيعي ، لأن العلم الطبيعي يبحث في الجسم الطبيعي ، من حيث هو مركب من صورة " أي النفس "ومادة " أي البدن " ، والنفس صورة الجسم أو كما قال الفلاسفة " كمال أول لجسم طبيعي آلي " .
    وبالتالي فقد قسّم ابن رشد النفس إلى خمسة أقسام :
    1- القوة الغاذية : تحرك ما هو غذاء بالقوة ، وتخرجه من حال القوة إلى حال الفعل وتستعين بالحرارة الغريزية على تحقيق فعلها .

    2- القوة الحساسة : لا توجد إلا في الحيوان ، وهي القوة التي من شأنها أن تستكمل بمعاني الأمور الحسية .

    3- القوة المتخيلة : هي قوة مباينه لقوة الحس من حيث إدراك المحسوسات بعد غيبتها ، ومباينة لقوة الظن من حيث أن الظن مصحوباً بالتصديق وهي غير مصحوبة به .

    4- القوة النزوعية : هي التي ينزع بها الحيوان إلى النافع وينفر من الضار ، فإذا كان نزوعه إلى اللاذ سمي شوقاً ، وإذا كان نزوعه إلى الانتقام سمي غضباً ، وإذا كان مصحوباً بالروية والفكر سمي اختيار أو إرادة .

    5- القوة الناطقة : وهي نوعان /
    * إدراك شخصي : هو إدراك المعنى في هيولي مثل إدراك الحس أو الخيال .
    * إدراك كلي : هو إدراك المعنى مجرداً من الهيولي .


    ابن خلدون ( 732 – 808 هـ )
          هو أبو يزيد عبد الرحمن بن أبي بكر بن خلدون ، وعني بالفلسفة والمنطق ، ومن أهم مؤلفاته " كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر " .
    مساهماته في علم النفس الاجتماعي :
    * الدافع الاجتماعي : يرى أن الإنسان كائن لديه حاجة طبيعية إلى الاجتماع إذ يعجز أن يعيش منفرداً ، لأنه يحتاج إلى رادع ووازع يقبله أفراد المجتمع لفض النزاعات والخلافات بين الأفراد .
    * أثر الإقليم على الفرد : يرى أن للأقاليم تأثيراً قوياً في الأديان والأخلاق والعقول البشرية ، فكلما أبتعد السكان عن هذا الإقليم المعتدل كلما كانت طبائعهم أقرب إلى العجماوات .
    * الحث على التدرج في تدريس العلوم والانتقال بالطالب من الأسهل إلى الأصعب ، على أن تبسط العلوم التي يدرسها بأمثلة حسية ملموسة .
    * مراعاة مقدرة الطالب ووجوب تجنب الإكثار من مواد التدريس التي تفوق مقدرته على الاستيعاب لأن ذلك يؤدي إلى الضعف من عزيمته والتشويش عليه .
    * أن كل طالب علم عليه أن يجهد فكره وأن يستوحي إلهامه الشخصي ويتوكل على ربه .
    * أكد ابن خلدون على أن الترغيب والترهيب أمر واجب في العملية التعليمية .

    مدارس علم النفس الأولى:

    1- المدرسة البنائية :
            يعد " تتشنر " أبا البنائية في صورتها الكاملة ، وتعد سيكلوجية " تتشنر " استمراراً لسيكلوجية " فونت " .
    أستقل علم النفس عن الفلسفة على يد العالم " فونت " الذي يعتبر مؤسس المدرسة البنائية ، والذي أهتم بدراسة الوعي ( الشعور ) من وجهة نظر بنائية أو فيزيائية وتحليل الكل إلى أجزائه أو عناصره المختلفة ، وبالتالي فإن الوعي والتفكير والمعرفة هي مجموع هذه العناصر ولقد أستخدم فونت منهج " التأمل الباطني " لتحديد عناصر ومكونات الخبرة الشعورية .
    وفي سنوات علم النفس الأولى في ألمانيا كان علم النفس البنائي هو علم النفس دون منازع وكان هدفه هو التحليل الإستبطاني للعقل الإنساني .
    يعتبر " تكنر " من أهم تلاميذ " فونت " وقد حاول بأبحاثه نشر المدرسة البنائية في الولايات المتحدة إلا أنها انتهت مع وفاته ، ومن أهم أفكاره اعتقاده بضرورة ابتعاد علماء النفس عن دراسة ما بعد الظواهر الفيزيائية في علم النفس لتأثير ذلك على تكامل العلم .
    وفسر " تكنر " عملية الفهم والتفكير من خلال نظريته في " تقرير المعنى " بأن معاني الأشياء تأتي من ارتباط الإحساسات بالمجال الذي تحدث فيه أو من خلال ترابطها بالإحساسات الأخرى السابقة.

    أهمية المدرسة البنائية :
    1- أعطت علم النفس دفعة علمية قوية ، فأصبح نسقاً علمياً معترفاً به مستقلاً عن الفلسفة .
    2- قدمت المنهج الإستبطاني على أنه المنهج الوحيد في علم النفس وحللته تحليلاً دقيقاً .
    3- أبدت هذه المدرسة كثيراً من الجمود والتحفظ حيال المدارس الأخرى كالسلوكية والوظيفية .

    ومن أهم علماء المدرسة البنائية ما يلي :
    " فلهلم فونت – كارل ستمف – تتشنر – تكنر - بورنج – فرانر برنتانو – فرزبوج "

    وإجمالاً فإن المدرسة البنائية حاولت الربط بين الاتجاه الوضعي والحسي في كل من بريطانيا وفرنسا بالاتجاه العقلي الألماني ، حيث ركزوا على المدركات الحسية مع اعترافهم بالعمليات العقلية ، إلا أن تفسيرهم للعمليات العقلية لم يكن موفقاً إذ اعتبروه مجموعة لهذه المدركات ( تفسير بنائي فيزيائي ) كما أن اعتمادهم على منهج التأمل الباطني ليس علمياً ، والمتأمل بتأثير الذاتية ، ونتيجة هذه العيوب فقد انتهت المدرسة البنائية بموت تكنر .

    2- المدرسة الوظيفية :
         يهتم علم النفس الوظيفي بدراسة العقل من حيث وظائفه أو من حيث إنه يستخدم في تكيف الكائن الحي مع البيئة ، وقد ركزت الحركة الوظيفية على سؤال رئيسي وهو : ماهي وظيفة العمليات العقلية ؟
    وتعد المدرسة الوظيفية أول مدرسة أمريكية في علم النفس وكانت بمثابة رد فعل واحتجاج على المدرسة البنائية .
    وبالرغم من أن الوظيفية قامت في مواجهة المدارس الأخرى كالبنائية خاصة ، إلا أن الوظيفية لم تكن رسمية وليس لها مسلمات معلنه يدافع عنها رجالات المدرسة ، ورغم اختلاف علماء المدرسة إلا أنهم اهتموا بدراسة وظائف الكائن الحي في البيئة إلى جانب اهتماماتهم بتطبيقات علم النفس في الميادين المختلفة .
    وقد مهّد لظهور هذه المدرسة علماء من خارج علم النفس مثل " دارون " ، ولكن مؤسسها الحقيقي في بعض المراجع هو الأمريكي " أنجل " بينما أجمعت أغلب المراجع بأن " وليم جيمس " هو المؤسس الحقيقي للمدرسة الوظيفية والذي أكد على ضرورة استخدام منهج البحث العلمي .
    وبالتالي نود تسليط الضوء على مؤسس هذه المدرسة :

    ** وليم جيمس ( 1842 – 1910 )
         درس الطب ثم أتجه إلى علم النفس وأسس أول مختبر لعلم النفس في أمريكا عام 1875م وألف كتابه العظيم " مبادئ علم النفس " والذي عالج علم النفس على أنه علم طبيعي بيولوجي .
    ويعد " وليم جيمس " أكبر شخصية في تاريخ علم النفس الأمريكي بلا منازع .
    ولقد أشار " جيمس " إلى أن الإنسان كائن يحس ويشعر كما أنه يفكر ويعقل ، كما أنه رفض الفكر البنائي ويرى أنه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر شعورية تخضع لقوانين ميكانيكية .
    ورفض الإطار الضيق الذي حددته المدرسة البنائية لعلم النفس ، وبالتالي فإن علم النفس هو دراسة الوظائف العقلية وأن الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وإنتقائية ، وأن العقل في نظره يتعامل مع المعطيات الواردة من البيئة ، كما يتعامل المثّال مع قطعة الحجر ، وبالتالي لا يمكن فصل الجسم عن العقل فهما وجهان لعملة واحدة .
    ولقد صاغ جيمس نظريته الشهيرة في الانفعالات خالف فيها أسلوب التفكير في ذلك الوقت والذي يقول : " أننا عندما نقابل حيواناً متوحشاً فإننا نخاف ثم نجري ( أي انفعال الخوف يكون قبل فعل الجري ) ولكنه قال : العكس هو الذي يحدث ، إن فعل الجري هو الذي يحدث أولاً ويتبعه انفعال الخوف ، فالانفعال ليس في ذاته شيئاً إلا ما يحدث في الجهاز الجسمي من تغيرات .
       وقد ظهر أثر وظيفة " وليم جيمس " في ظهور مدرستين في أمريكا هما " مدرسة شيكاغو " ومن روادها ديوي وجيمس أنجل ، و" مدرسة كولومبيا " ومن أهم روادها كاتل و ثوراندايك .


    3- مدرسة الجشتالت:
         ظهرت هذه المدرسة في ألمانيا عام 1910م كحركةً احتجاجية على المدرسة البنائية ، وتعني علم نفس الشكل أو الصورة .
    ويجمع مؤرخو علم النفس على أن بداية الجشطلت كانت على يد " فرتيمر " بدراسته التي أجراها عام 1910م عندما يركب القطار في إحدى رحلاته بدت له فكرة إجراء تجربة عن رؤية " حركة ظاهرة " لا تحدث فعلاً وذلك بتأثير تطلعه من نافذة القطار ورؤيته المناظر التي يمر عليها القطار ، وبعد عودته إلى مدينة فرانكفورت أقتنى جهازاً لقياس سرعة الدوران بدأ به مجموعة من التجارب البسيطة ، ثم قام بتجارب على جهاز العرض السريع بجامعة فرانكفورت وألتقى باثنين من العلماء الشباب هما ( كهلر – كوفكا ) وما لبث الثلاثة أن كونوا جماعة علمية هاجمت بضراوة علم النفس الفونتي .
    ولقد تأثر رواد مدرسة الجشتالت إلى درجة كبيرة بالفلسفة التي كانت تؤكد أهمية العمليات العقلية وفاعليتها وخضوعها لقوانين موجودة مسبقاً .


    المبادئ الأساسية للجشتالت :
    1- مبدأ التنظيم / حيث يرى " فرتيمر " أننا كما ندرك الحركة الظاهرة ندرك الأشياء في وحدات إدراكية وليس كمجموعة من الإحساسات الفردية ، وهناك قوانين يشملها مبدأ التنظيم وهي :
    * التقارب : أن الأجزاء المتقاربة في الزمان والمكان تميل إلى أن تدرك بعضها مع بعض .
    * التشابه : أن الأجزاء المتشابهة تميل إلى أن تدرك على شكل مجموعات .
    * الإغلاق : هناك ميلاً في إدراكنا إلى إكمال الأشكال الناقصة وإلى سد الفجوات .
    * التسوية : هناك ميلاً لإدراك الأشكال في صورة محسنة ، والشكل المحسّن يتسم بالانسجام والبساطة والثبات .

    2- مبدأ التعلّم / ومن أشهر دراساته هو دراسة " كهلر " عن تعلم القردة .
    ومنذ البداية عارض أصحاب مدرسة الجشتالت مبدأ المحاولة والخطأ الذي صاغه ( ثوراندايك ) وكذلك عارضوا مبدأ المثير والاستجابة الذي قالت به السلوكية فيما بعد ، ويقدمون بديلاً عن هذين المبدأين مبدأ التعلم بالاستبصار .

    3- التفكير المنتج / وهو عنوان الكتاب الذي ألفه " فرتيمر " عام 1945م طبّق فيه مبادئ الجشتالت على التفكير المنتج أو الإبتكاري وقال فيه أن مثل هذا التفكير إنما يكون في إطار الكليات ، وليس على المتعلم أن ينظر للموقف التعليمي ككل بل أيضاً على المعلم أن يقدّم الموقف ككل .

    4- المماثلة / اتجهت الدراسات الجشتالتيه إلى دراسة مشكلة آليات ومكانزمات لحاء قشرة الدماغ التي تتم أثناء العملية الإدراكية ، وترى وجهة النظر الجشتالتية أن اللحاء يختلف عن الجهاز العصبي

    ولقد تعرضت الجشتالت إلى عدة انتقادات منها :
    * حاولت حل المشكلات العلمية التي أثارتها بمجرد تحويل هذه المشكلات إلى مسلمات علمية .
    * اتسام بعض مفاهيمها بالغموض ( مبدأ التنظيم – مبدأ المماثلة )
    * شغلت نفسها كثيراً بالتنظير دون البحث العلمي .
    * نتائجها لا تخضع للتحليل الإحصائي أو الفحص التجريبي .


        إن من أهم ما قدمه علماء الجشتالت أبحاثهم في مجال الإدراك وتحديدهم لقوانين المجال الإدراكي ( الشكل والخلفية – التشابه – الإغلاق – التقارب – الإقفال – الاستمرارية )

    جدول مقارنة بين المدارس الأولى:

    المدرسة البنائية المدرسة الوظيفية مدرسة الجشتالت
    موضوع الدراسة محتويات الشعور الحسية وظائف العمليات العقلية الخبرة الذاتية الكلية للإنسان ، الإدراك الكلي وحل المشكلات بالاستبصار .
    طرق البحث الاستبطان (التأمل) التحليلي الاستبطان غير الشكلي والطرق العلمية (الملاحظة والتجريب والقياس ….) الاستبطان غير الشكلي .
    الطرق العلمية .
    عينة الدراسة الإنسان المدرّب تدريباً جيداً على التأمل التحليلي الإنسان
    الحيوان الإنسان
    الحيوان
    الهدف من الدراسة هدف نظري: اكتساب المعرفة هدف نظري: اكتساب المعرفة
    هدف عملي: مساعدة الإنسان على التكيف والنمو السوي وعلى التعلم . هدف نظري: اكتساب المعرفة
    هدف عملي: مساعدة الإنسان على التعلم .


    مدرسة التحليل النفسي
        على مدار حياتنا تعامل العلماء والبشرية جميعها مع ثلاث صدمات كبرى أضعفت شعورنا بأهميتنا الذاتية ، الأولى عندما قرر كوبرنيكوس أن الأرض ليست مركز الكون ولكنها مجرد كوكب يدور حول الشمس ، والثانية عندما ذكر دارون أن الإنسان ليس كائن فريد ولكنه تدرج عن أسلافه من الحيوانات والبرمائيات عبر ملايين السنين ، والثالثة عندما أوضح فرويد أننا لسنا أسياداً على أنفسنا ولكننا مدفوعين بالعديد من العمليات اللاشعورية كالرغبات والمخاوف والصراعات والذكريات التي لا نكون على وعي بها .
    وتعد هذه النظريات بمثابة صدمة للإنسان لأنها تحد من قيمتنا ودورنا في الحياة ، ولذلك فقد واجهت انتقادات لاذعة ، فقد أجبر جاليليو على رفض آراء كوبرنيكوس عن المجموعة الشمسية وإلا تعرض للموت حرقاً ، ومات جون توماس حرقاً لأنه نادى بتدريس نظرية دارون في المدارس الثانوية بأمريكا ، بينما أصبحت البشرية ضحية لأفكار فرويد التي لاقت مقاومة عنيفة من علماء النفس وعلماء الدين على حدٍ سواء .
    وبالتالي يعد اسم " فرويد " ومدرسة التحليل النفسي من أكثر الأسماء شيوعاً لدى عامة الناس ، رغم أن عدد كبير من مؤسسي علم النفس ليسو معروفين خارج دائرة علم النفس ومنهم " فونت – تتشنر – بافلوف " .
    إن مدرسة التحليل النفسي سبقت العديد من المدارس العريقة مثل " السلوكية – الجشتالت " ورغم أنها عاصرت مدارس أخرى كـ" القصدية – البنائية – الوظيفية ) إلا أن اضمحلال هذه المدارس في علم النفس المعاصر أدى إلى تربع مدرسة التحليل النفسي على عرش علم النفس تربعاً قد لا تستحقه .
    وقد اهتمت مدرسة التحليل النفسي بدراسة السلوك اللاسوي الذي تجاهلته المدارس الأخرى تقريباً ، وبالرغم من أن " فرويد " هو صاحب نظرية التحليل النفسي فإن بعض الفلاسفة والعلماء
    السابقين عليه اهتموا بموضوعات تمثل قلب نظرية التحليل النفسي ، مثل موضوع اللاشعور وموضوع الاضطرابات النفسية .

     



    سيجموند فرويد ( 1856 – 1939 )
          ولد فرويد لأب يهودي يعمل في تجارة الخشب والصوف ، وعندما بلغ الرابعة من عمره أنتقل إلى " فينا " وأرتفع مستواها الاقتصادي من تحت المتوسط إلى فوق المتوسط ولكن فرويد ظل يضع المعاناة المادية والمعنوية التي عاشها في اعتباره .
    وكان والده متحجراً ومتسلطاً حتى شعر " فرويد " بالخوف تجاه والده وبالحب أكثر تجاه أمه وهذا ما أسماه فيما بعد بـ" عقدة أوديب " ، التحق بالدراسة في جامعة فينا ، وكان ممتازاً خلال دراسته في الطب الذي لم يكن يرغبه بقدر رغبته في البحث العلمي ، وبعد تخرجه ألتحق بالمعمل السيكلوجي لأستاذه " إرنست بروك " وأنجز بعض الدراسات القيمة في التشريح الميكروسكوبي للجهاز العصبي .تزوج " فرويد " بعد أربع سنوات من الخطوبة بـ" مارتا بيرنز " التي أنجبت له ست أطفال ، ثلاث ذكور وثلاث إناث كانت أصغرهم ابنته " أنا " التي برزت في مجال التحليل النفسي للطفل وداعية وقائدة لحركة التحليل النفسي الفرويدي .
    ولقد نشأت صداقه بين " فرويد " وبين " بروير " وهو طبيب عاش في فينا ، وقد استفاد " فرويد " من صداقته مع " بروير " على المستويين العلمي والشخصي ، وكانا يتشاركان في مناقشة الحالات المترددة في عيادة " بروير " ومن الحالات حالة " أنا " وهي شهيرة في التحليل النفسي ، وكانت " أنا " امرأة في الحادية والعشرون من العمر تتميز بالذكاء والجاذبية وكانت تعاني من أمراض هيستيرية حادة مثل الشلل وفقدان الذاكرة والغثيان واضطراب الرؤية واضطراب الكلام ، وقد وجد " بروير " أن " أنا " عند تنويمها تتذكر بعض الخبرات ذات العلاقة بالأعراض الهيستيرية التي تعاني منها ، ومن الأعراض التي عانت منها " أنا " أنها لا تستطيع شرب الماء رغم عطشها ، وعند تنويمها تذكرت

    أنها شاهدت كلباً وهي تشرب من الماء فتقززت من منظره أثناء شربها للماء ، ولقد نقلت " أنا " مشاعر الحب تجاه أبيها إلى " بروير " الذي لاحظ ذلك وأوقف علاجها ، وما إن علمت " أنا " بوقف علاجها حتى عادت أعراضها الهيستيرية وأنهاها " بروير " أثناء التنويم المغناطيسي ثم ترك فينا وسافر مع زوجته .
    ولقد استخدم " فرويد " التنويم المغناطيسي والتنفيس وذلك في التعامل مع مرضاه ، وتدريجياً أصبح أقل اقتناعاً به بالرغم من أن التنويم كان ناجحاً في إزالة الأعراض ولكنه لم يستطع أن يصل بالمريض إلى الشفاء التام ، ولهذا السبب ترك التنويم المغناطيسي جانباً وأهتم بأسلوب التنفيس وتوصل إلى أهم خطوة في تطور التحليل النفسي وهو " التداعي الحر " وفيه يجلس المريض مسترخياً على أريكة ويترك له المحلل التحدث بحرية وتلقائية والتعبير صراحةً عن أفكاره مهما كانت غريبة أو سخيفة.





    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:15 am