الجواب
خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد:
وإليكم تفصيل الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد:
نحن مأمورون بأن نعوِّد أولادنا منذ الصِّغر على الصلاة والصيام وسائر أعمال الخير، حتى إذا بلغوا حدَّ التكليف كانت ممارستها سهلة عليهم، وفي ذلك يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "مُرُوا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه أبو داود بإسناد حسن.
وثبت أن الصحابة عندما فُرِضَ الصيام كانوا يُصوِّمون أطفالهم، ويُحضرون لهم كُرات الصوف ليتسلَّوا بها حتى يحين وقت الإفطار. كما رواه البخاري ومسلم عن الرُّبيِّع بنت معوذ.
وكما يُندب تدريب الأولاد على الصلاة والطاعات في المنازل، فإنه يُندب ايضا تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع في نفوسهم. ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات في المساجد.
وقد حَدَثَ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ الحَسَنَ معه إلى المسجد فكان يركب على ظهره وهو ساجد في الصلاة فيُطيل السجود رحمة به، حتى قال الصحابة: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحي إليك. قال: "كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" الحديث أخرجه النسائي (1141).
و خرج مرة وهو حامل أمامة بنت أبي العاص – ابنة زينب على عاتقه فصلى فكان إذا قام حملها وإذا سجد وضعها "أخرجه البخاري (516)، ومسلم (543)".
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام، عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" ... الحديث.
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الصبيان كان يؤتى بهم إلى المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي إحضارهم إلى المسجد فوائد كثيرة، منها: تعليمهم الصلاة، وتعليمهم كتاب الله عز وجل، وحضورهم حلقات العلم، وتأدبهم بالآداب الإسلامية وغير ذلك من الفوائد.
ولكن ينبغي للآباء أن يحُوطُوهم بالعناية والإرشاد، لكي لا يكونوا سببا في التشويش على المصلين.
وأما إذا كانوا سببا للتشويش على المصلين والعبث بالمسجد وممتلكاته وكانوا مع ذلك لا يأتمرون بأمر، ولا ينتهون عن نهي، فلا يجوز إحضارهم إلى المسجد حينئذ، لما يترتب على إحضارهم من هذه المفاسد، ولربما بال أحدهم في المسجد أو مزق المصاحف.
سئل ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "ما حكم اصطحاب الأطفال دون سن السابعة إلى المسجد إذا كانوا يحدثون إزعاجاً للمصلين؟ فأجاب:
"لا يجوز لولي أمر الصغار الذين يحدثون إزعاجاً للمصلين أو إفساداً في المسجد أن يصطحبهم، إلا أن يحميهم حماية تامة، وإذا قدر أنهم يأتون بدون إبلاغ ولي أمرهم، فإن الواجب على الإمام أو على المسئولين في المسجد أن ينبهوا ولي أمرهم حتى يمنعهم. والذين يستشهدون باصطحاب الحسن والحسين، فنقول لهم: ما حصل منهم أذية، نحن نتكلم عن الذين يحصل منهم أذية على المصلين أو على المسجد، أما إذا لم يكن أذية فتعويد الصبيان الحضور إلى المساجد لا شك أنه خير".
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر:
"الأطفال الذين دون الرابعة في الغالب لا يحسنون الصلاة لأنه لا تمييز لهم والسن الغالب للتمييز هو سبع سنين وهو السن الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نأمر أولادنا بالصلاة إذا بلغوه فقال عليه الصلاة والسلام (مروا أولادكم أو أبناءكم بالصلاة لسبع) وإذا كانوا هؤلاء الأطفال الذين في الرابعة لا يحسنون الصلاة فلا ينبغي له أن يأتي بهم في المسجد اللهم إلا عند الضرورة كما لو لم يكن في البيت أحد يحمي هذا الصبي فأتى به معه بشرط ألا يؤذي المصلين فإن أذى المصلين فإنه لا يأتي به وإذا احتاج الطفل أن يبقى معه في البيت فليبق معه وفي هذه الحال يكون معذوراً بترك الجماعة لأنه تخلف عن الجماعة لعذر وهو حفظ ابنه وحمايته."
قال صاحب الدر المختار من علماء الحنفية:
"ويحرم إدخال صبيان ومجانين حيث غلب تنجيسهم وإلا فيكره." ويقصد بذلك الصبي غير المميز الذي يخشى من تلويثه للمسجد.
وقال في المدونة: وسئل الإمام مالك عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد فقال: إن كان لا يعبث لصغره ويكف إذا نهي فلا أرى بهذا بأساً وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد".
وقال زكريا الأنصاري من فقهاء الشافعية:
"والصبيان يدخلون المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الآن من غير نكير والقول بكراهة دخول الصبيان ليس على إطلاقه بل يختص بمن لا تمييز له وعلى هذا فلا يجوز لأحد منع الصبيان المميزين من دخول المسجد للصلاة أو غيرها من العبادات. ومن فعل هذا فهو مسيء مخطئ يبين له الصواب فإن رجع فذاك، وإلا رفع أمره إلى الجهات المختصة لتكفه عن ذلك".
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (ج2 ص218 الشاملة): "وَأَنَّ الصَّبِيّ يَجُوز إِدْخَاله الْمَسْجِد وَإِنْ كَانَ الْأَوْلَى تَنْزِيه الْمَسْجِد عَمَّنْ لَا يُؤْمَن مِنْهُ حَدَث ."
يتبين من خلال ما سبق:
أن الأصل جواز دخول الصبيان المساجد، وإن كان الأولى اجتناب ذلك لعدم المميزين إلا لحاجة، وأن علماءنا قد وضعوا ضوابط لحضور الصبيان إلى المسجد وهي
خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد:
الأطفال على قسمين
1-قسم لا يعبث أو يعبث ولكنه إذا نهي كف وهو في الغالب ما بين الخامسة والسابعة من العمر، فهذا لا حرج في حضوره للمسجد، والأفضل أن يكون بجوار أبيه أو أحد أقاربه الكبار، ويتجنب به وسط الصف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم…." رواه مسلم من حديث أبي مسعود البدري الأنصاري رضي الله عنه.
2- وقسم يعبث وإذا نهي لا يكف، فهذا لا يجوز الإتيان به إلى المسجد، وإن أتى إليه أخرج منه، لما يترتب على وجوده من تشويش على المصلين، وهذا التفصيل هو الراجح عند أهل العلم.
ومن منع الإتيان بالصبيان إلى المساجد مطلقاً فقد جانب الصواب، والحديث الذي استشهد به لا تقوم بمثله حجة لأنه حديث ضعيف وهو: "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم…..إلخ" رواه ابن ماجه من حديث واثلة بن الأسقع، وهو حديث ضعيف كما بيّن الألباني.وإليكم تفصيل الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد:
نحن مأمورون بأن نعوِّد أولادنا منذ الصِّغر على الصلاة والصيام وسائر أعمال الخير، حتى إذا بلغوا حدَّ التكليف كانت ممارستها سهلة عليهم، وفي ذلك يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "مُرُوا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه أبو داود بإسناد حسن.
وثبت أن الصحابة عندما فُرِضَ الصيام كانوا يُصوِّمون أطفالهم، ويُحضرون لهم كُرات الصوف ليتسلَّوا بها حتى يحين وقت الإفطار. كما رواه البخاري ومسلم عن الرُّبيِّع بنت معوذ.
وكما يُندب تدريب الأولاد على الصلاة والطاعات في المنازل، فإنه يُندب ايضا تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع في نفوسهم. ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات في المساجد.
وقد حَدَثَ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ الحَسَنَ معه إلى المسجد فكان يركب على ظهره وهو ساجد في الصلاة فيُطيل السجود رحمة به، حتى قال الصحابة: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحي إليك. قال: "كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" الحديث أخرجه النسائي (1141).
و خرج مرة وهو حامل أمامة بنت أبي العاص – ابنة زينب على عاتقه فصلى فكان إذا قام حملها وإذا سجد وضعها "أخرجه البخاري (516)، ومسلم (543)".
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام، عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" ... الحديث.
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الصبيان كان يؤتى بهم إلى المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي إحضارهم إلى المسجد فوائد كثيرة، منها: تعليمهم الصلاة، وتعليمهم كتاب الله عز وجل، وحضورهم حلقات العلم، وتأدبهم بالآداب الإسلامية وغير ذلك من الفوائد.
ولكن ينبغي للآباء أن يحُوطُوهم بالعناية والإرشاد، لكي لا يكونوا سببا في التشويش على المصلين.
وأما إذا كانوا سببا للتشويش على المصلين والعبث بالمسجد وممتلكاته وكانوا مع ذلك لا يأتمرون بأمر، ولا ينتهون عن نهي، فلا يجوز إحضارهم إلى المسجد حينئذ، لما يترتب على إحضارهم من هذه المفاسد، ولربما بال أحدهم في المسجد أو مزق المصاحف.
سئل ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "ما حكم اصطحاب الأطفال دون سن السابعة إلى المسجد إذا كانوا يحدثون إزعاجاً للمصلين؟ فأجاب:
"لا يجوز لولي أمر الصغار الذين يحدثون إزعاجاً للمصلين أو إفساداً في المسجد أن يصطحبهم، إلا أن يحميهم حماية تامة، وإذا قدر أنهم يأتون بدون إبلاغ ولي أمرهم، فإن الواجب على الإمام أو على المسئولين في المسجد أن ينبهوا ولي أمرهم حتى يمنعهم. والذين يستشهدون باصطحاب الحسن والحسين، فنقول لهم: ما حصل منهم أذية، نحن نتكلم عن الذين يحصل منهم أذية على المصلين أو على المسجد، أما إذا لم يكن أذية فتعويد الصبيان الحضور إلى المساجد لا شك أنه خير".
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر:
"الأطفال الذين دون الرابعة في الغالب لا يحسنون الصلاة لأنه لا تمييز لهم والسن الغالب للتمييز هو سبع سنين وهو السن الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نأمر أولادنا بالصلاة إذا بلغوه فقال عليه الصلاة والسلام (مروا أولادكم أو أبناءكم بالصلاة لسبع) وإذا كانوا هؤلاء الأطفال الذين في الرابعة لا يحسنون الصلاة فلا ينبغي له أن يأتي بهم في المسجد اللهم إلا عند الضرورة كما لو لم يكن في البيت أحد يحمي هذا الصبي فأتى به معه بشرط ألا يؤذي المصلين فإن أذى المصلين فإنه لا يأتي به وإذا احتاج الطفل أن يبقى معه في البيت فليبق معه وفي هذه الحال يكون معذوراً بترك الجماعة لأنه تخلف عن الجماعة لعذر وهو حفظ ابنه وحمايته."
قال صاحب الدر المختار من علماء الحنفية:
"ويحرم إدخال صبيان ومجانين حيث غلب تنجيسهم وإلا فيكره." ويقصد بذلك الصبي غير المميز الذي يخشى من تلويثه للمسجد.
وقال في المدونة: وسئل الإمام مالك عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد فقال: إن كان لا يعبث لصغره ويكف إذا نهي فلا أرى بهذا بأساً وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد".
وقال زكريا الأنصاري من فقهاء الشافعية:
"والصبيان يدخلون المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الآن من غير نكير والقول بكراهة دخول الصبيان ليس على إطلاقه بل يختص بمن لا تمييز له وعلى هذا فلا يجوز لأحد منع الصبيان المميزين من دخول المسجد للصلاة أو غيرها من العبادات. ومن فعل هذا فهو مسيء مخطئ يبين له الصواب فإن رجع فذاك، وإلا رفع أمره إلى الجهات المختصة لتكفه عن ذلك".
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (ج2 ص218 الشاملة): "وَأَنَّ الصَّبِيّ يَجُوز إِدْخَاله الْمَسْجِد وَإِنْ كَانَ الْأَوْلَى تَنْزِيه الْمَسْجِد عَمَّنْ لَا يُؤْمَن مِنْهُ حَدَث ."
يتبين من خلال ما سبق:
أن الأصل جواز دخول الصبيان المساجد، وإن كان الأولى اجتناب ذلك لعدم المميزين إلا لحاجة، وأن علماءنا قد وضعوا ضوابط لحضور الصبيان إلى المسجد وهي
1. أن يؤمن عدم تنجيسهم المسجد، و لا يجوز إحضار من لا يؤمن منهم تنجيس المسجد، ويجب على وليه تطهير ما نجسه الصبي.
2. أن يكون ممن لا يعبث في المسجد أو إذا عبث ونُهي عن ذلك كَف عن العبث.
3. أن يكون لحاجة كتعليم أو تدريب على صلاة ونحو ذلك
الإثنين يناير 27, 2014 8:16 pm من طرف نوال 73
» أكبر مكتبة لمذكرات التخرج و البحوث في علم النفس على النت ""حصريا " أكثر من 300 مذكرة
السبت ديسمبر 28, 2013 8:05 pm من طرف abdouhaker
» تحميل dsm-iv الدليل التشخيصي للاضطرابات - انجليزي
الخميس نوفمبر 22, 2012 9:52 pm من طرف mima psychologie
» Notion Allgeljh - caractéristiques - Diagnostic - Traitement
الخميس يونيو 07, 2012 11:02 am من طرف wardaelrimel
» الجاثوم (شلل النوم المؤقت)
الخميس يونيو 07, 2012 10:51 am من طرف wardaelrimel
» الإعجاز السلوكي والأخلاقي في الإسلام
الخميس يونيو 07, 2012 10:45 am من طرف wardaelrimel
» اقتلاع شجرة
الخميس مايو 31, 2012 1:08 pm من طرف مدير المنتدى
» الإسلام وأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة
الخميس مايو 31, 2012 10:32 am من طرف wardaelrimel
» ما معني المنى والسلوى
الخميس مايو 31, 2012 10:29 am من طرف wardaelrimel